سولنار محمد
Also available in English
Bi Kurdî jî peyda dibe
عقدت منظمّة نيكستيب جلسةً حواريّةً مركّزة حول واقع العلاقة بين المجتمع الضيف والمجتمع المضيف في منطقة الجزيرة بشمال شرق سوريا، وذلك بحضور صحفيين/ات، ناشطين/ات مدنيين/ات، وحقوقين/ات، وطلّاب/طالبات جامعييّن/ات من المجتمَعَين، وذلك في مكتب المنظمة بمدينة قامشلي، بتاريخ 29/10/2022.
بدأت الجلسة بمناقشة واقع العلاقة بين المجتمع الضيف والمجتمع المضيف، وتباينت الآراء حول ذلك، ووصف بعض الحضور هذه العلاقة بالـ “جيدة” مقارنة بدول الجوار، دون إنكار وجود خطاب كراهية موجّه ضد النازحين/ات في منطقة الجزيرة بشمال شرق سوريا، في حين رأى البعض الآخر أن العلاقة “سيّئة” وذلك بدلالة وجود النازحين/ات في المخيمات التي تفتقر للخدمات الأساسيّة، والذي تتحمّل الجهات الرسميّة مسؤوليته، إضافةً إلى تفضيل أبناء/بنات المجتمع المضيف على الضّيف فيما يتعلق بالتّوظيف، بحسب أحد الحضور.
وفي المحور الثاني، ناقش الحضور التحدّيات التي تواجه الاندماج بين المجتمع الضيف والمجتمع المضيف، وتنوّعت آراء المشاركين/ات حول ذلك، فمن أهم التحدّيات التي تواجه عملية الاندماج بحسب الحضور، هي صعوبة الحصول على المسكن، ما يشكّل عائقاً أمام تحقيق الاستقرار والاندماج، إضافةً إلى اختلاف اللغات والثّقافات والعادات والتقاليد بين المجتمَعَين في بعض الحالات، واستغلال البعض اسم النازحين/ات في التسوّل، واعتبارهم/ن مسؤولين/ات عن تراجع الوضع الاقتصادي بالمنطقة، الأمر الذي شكّل صوراً نمطيّة مغلوطة بحقّهم/ن/ وأثّرت بشكل سلبي على الاندماج بين المجتمَعَين.
ثم انتقل/ت المشاركون/ات لمناقشة أهم العوامل المساعدة على الاندماج بين المجتمعين الضيف والمضيف، حيث وجد بعض الحضور أن تعزيز التّواصل وتبادل الزّيارات بين المجتمَعَين، ومراعاة ظروفهما وإنصافهما في الحصول على فرص العمل، وترسيخ مفهوم احترام المجتمع الضّيف لدى الأطفال/الطفلات، أمورٌ من شأنها المساهمة في تحقيق الاندماج بين المجتمَعَين.
واختلف بعض المشاركين/ات في الجلسة حول الدّور الذي لعبه الإعلام فيما يتعلّق بتحقيق الاندماج بين المجتمَعَين، فمنهم/ن من رأى/ت أنّ الإعلام ساهم بترسيخ ثقافة مساعدة الآخر/الأخرى، والتماسك المجتمعي، في حين وجد البعض الآخر أن الإعلام لعب دوراً سلبيّاً في تناول قضايا النازحين/ات، وذلك عبر التركيز على سوء أوضاعهم الماديّة دون الالتفات إلى مشكلاتهم/ن الأخرى، وقصص النجاح التي حققوها/حققنها في مناطق نزوحهم/ن.
وفي المحور الثّالث من الجلسة، ناقش/ت المشاركون/ات التأثير الإيجابي للاندماج بين المجتمَعَين، وذكر وا/ن قصص نجاح حقّقها المجتمع الضّيف، حيث وجد بعض الحضور أن افتتاح مشاريع اقتصادية من قِبل المجتمع الضّيف ساهم بانتعاش الحركة الاقتصادية في منطقة الجزيرة بعد سنوات من الركود، وخلَقَت فرص عمل لأبناء/بنات المجتمَعََين، كما أن بعض أبناء وبنات المجتمع الضّيف تبوّءوا/ن مناصبَ عُليا في الجامعات التابعة للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، إضافةً إلى تبادل واكتساب ثقافات جديدة بين المجتمَعَين، ونشوء علاقات اجتماعية بينهما كالمصاهرة، واستثمار الطّاقات والخبرات الصناعية ضمن المجتمع الضّيف في التّنمية الاقتصاديّة من خلال الورش الصّناعية بمنطقة الجزيرة.
وفي ختام الجلسة، خرج/ت المشاركون/ات، بجملة من الحلول والتوصيات التي من شأنها المساهمة في الاندماج بين المجتمع الضيف والمجتمع المضيف، ومنها زيادة الأواصر المجتمعيّة من خلال تأدية الواجبات الاجتماعية تجاه بعضها البعض، وحلّ مشكلة المسكن للمجتمع الضّيف، وتوفير فرص العمل لأبناء/بنات المجتمَعَين بشكل عادل، إضافة لزيادة مساهمة المجتمع المدني في ترسيخ مفاهيم التّماسك المجتمعي وثقافة تقبّل الآخر/الأخرى من خلال تكثيف الجلسات الحوارية، وتسليط الإعلام الضوء على ميّزات المجتمَعَين، ونبذ خطاب الكراهية، وتحقيق العدل بين المجتمَعَين، وسَنّ قوانين خاصّة للنازحين/ات من قبل السلطة المحليّة.
وتأتي هذه الجلسة في إطار سلسلة جلسات حوار تعقدها منظمة نيكستيب، ضمن مشروع “بوابة حوار” بالتعاون مع منظمة NVNV الفرنسية، بهدف التعرّف على فرص وتحديات التنمية