Also available in English
Bi Kurdî jî peyda dibe
زوزان حسن
عقدت منظّمة نيكستيب جلسةً حواريّة مركّزة، بحضور ثمانية مزارعين من منطقة قامشلي، بهدف مناقشة أفضل السبل لإعادة إحياء ثقافة الحصاد المائي في شمال شرق سوريا، والتحديات التي قد تشكّل عائقاً أمام تطبيقها، وذلك في مكتب المنظّمة بمدينة قامشلي، بتاريخ 04/02/2023.
بدأت الجلسة الحوارية بمناقشة الواقع المائي في منطقة شمال شرق سوريا، خلال ثمانينات القرن الماضي، ومدى تأثير المشاريع التي نفّذتها الحكومة السورية على المزارعين، خلال التسعينات منه، إلى جانب أهم الأسباب والعوامل التي أدّت إلى انخفاض نسبة المياه في المنطقة.
حيث رأى بعض الحضور أنه نتيجةً لوفرة الأمطار في السابق، لم يكن تجميع المياه أمراً ضرورياً، لكن في ظل حدوث التغيّرات المناخيّة في بداية تسعينات القرن الماضي، فقد تم اللجوء إلى حفر الآبار بشكلٍ عشوائي، ما أدّى إلى انخفاض كمية المياه الجوفية.
بينما رأى البعض الآخر من المشاركين، أنه لا يمكن حصر أسباب انخفاض المياه في تغيّر الظروف المناخيّة فحسب، حيث لعبت الأسباب السياسية، والسلوكيات الخاطئة من قبل الأهالي أيضاً، دوراً في انخفاض كميّة المياه، ضمن جُملةٍ من الأسباب، منها قطع حصّة سوريا من مياه نهر الفرات من قِبل تركيا.
إلى جانب حفر الآبار بعشوائية وبشكل جائر، بالإضافة إلى الريّ السيحي أو الري بالغمر، والذي من شأنه أن يتسبب بخروج التربة عن الخدمة. هذه العوامل مجتمعةً، أدّت إلى حدوث الجفاف، الذي أضرّ بالثروة الحيوانية، وترك آثاراً سلبية على جانبَيْ الاقتصاد والبيئة بشكل كبير.
وناقش المشاركون في المحور الثاني من الجلسة، سبل إحياء ثقافة تجميع المياه بالطرق الحديثة، مشدّدين على أهميّة الاستجابة الشعبية لإحيائها، وذلك تيمّناً بتجربة راجستان، والتي تم عرض فيديو توضيحي لها في بداية المحور، حيث أثبتت التجربة أنه من الممكن إعادة إحياء هذه الثقافة بالطرق الحديثة.
كما أنّه من الضروري إعادة التوازن بين المدن والأرياف، بعد الهجرة الكبيرة من الريف نحو المدينة، والتي أدّت إلى زيادة نسبة التلوّث، وغياب الاكتفاء الذاتي من الموارد الغذائية، والتوجّه نحو الاستيراد.
وفي ختام الجلسة، خرج المشاركون بجملة من التوصيات والمقترحات موجّهةً للجهات الفاعلة ذات الشأن، بهدف الحد من نقص المياه، والتي تضمّنت توعية المزارعين بأهمية مشاريع الحصاد المائي، ومنحهم القروض، بهدف تسهيل تنفيذ هذه المشاريع بالطرق الحديثة، إلى جانب الدعوة للاستفادة من أماكن تجمّع المياه في مناطق متعددة في شمال شرق سوريا، بُغية استثمارها في سقاية المزروعات، كما أنه من الممكن إنشاء سدود ترابية في المنحدرات القابلة لتخزين المياه فيها، وزيادة نسبة الغطاء النباتي في المنطقة.
والجدير بالذكر أنّ منظمة نيكستيب تعمل ضمن إطار «مجموعة المياه لأجل روج آفا» (Water for Rojava) وهي مجموعة من المنظمات والأفراد، المحلّيين والدوليين، التي تشكّلت لمتابعة أحد مخرجات المنتدى الدولي للمياه في شمال شرق سوريا، المتمثلة بدراسة إمكانية تنفيذ مشاريع الحصاد المائي بهدف الحدّ من التأثيرات السلبية لأزمة المياه التي تعيشها المنطقة منذ سنوات، وتأتي هذه الجلسة استكمالاً لجهود هذه المجموعة.