Also available in English
Bi Kurdî jî peyda dibe
آريا حاجي
عقدت منظّمة نيكستيب ثاني ورشات العمل الحوارية، ضمن مشروعها «خلونا نتعرف»، والتي تمحورت حول معالجة الأفكار المغلوطة وتبديد الصور النمطية المنتشرة حول المجتمع السرياني في مدن الجزيرة بشمال شرق سوريا، وذلك بحضور شخصيات مجتمعية من المجتمع السرياني، وسياسيين/ات، وصحفيين/ات، وناشطين/ات مدنيين/ات، في مدينة قامشلي، بتاريخ 10/12/2022.
ناقش الحضور في بداية الورشة الحوارية، الأسباب والعوامل التي أدّت إلى ضعف المعرفة بين مجتمعات شمال شرق سوريا، على الرغم من تواجدها في بقعة جغرافية واحدة، والتي تلخّصت في عوامل عدة بحسب آراء الحضور، منها استغلال الحكومة السورية للتفرقة بين المجتمعات، من أجل تحقيق أجنداتها، إلى جانب تقوقع المجتمعات التي تعتبر من “الأقليات” على نفسها، وعدم الانسجام مع المجتمعات الأخرى، بالإضافة إلى المناهج التعليمية، التي لطالما انتهجت تفضيل مجتمع على آخر، واتّباع الحكومة السورية سياسة “فرّق تسُد” بين مجتعمات المنطقة المختلفة دينياً وعرقياً.
كما أن غياب دور منظمات المجتمع المدني التي يقع على عاتقها التقريب بين المجتمعات المختلفة، لعب دوراً في ضعف المعرفة فيما بينها، والخلط بين الدين والقومية شكّل جداراً منيعاً بين مجتمعات المنطقة، وذلك بحسب آراء بعض المشاركين/ات.
وفي المحور الثاني من الورشة، تمت مناقشة 12 فكرة، وذلك اعتماداً على نتائج الاستبيان الذي استهدف أكثر من 100 شخص من مدن المنطقة، لمعرفة أبرز الأفكار المنتشرة حول المجتمع السرياني في منطقة الجزيرة بشمال شرق سوريا، بهدف معالجة الأفكار المغلوطة وتبديد الصور النمطية منها من قبل الحضور.
ومن أبرز الأفكار التي تمت مناقشتها، أن المجتمع السرياني منعزل ومنطوٍ على نفسه، ويتعامل مع غيره بعنصرية، فقد أكد الحضور أنّ الشق الأول من الفكرة واقعي إلى حدٍّ ما، والسبب يعود إلى المظالم التاريخية التي تعرّض لها المجتمع السرياني، إلى جانب انتهاج الحكومة السورية سلطة الدين الواحد، وغياب دولة المواطنة، وعلى الرغم من ذلك، يُعتبر المجتمع السرياني من المجتمعات المنفتحة على الغير، وساهم في تطوير المنطقة من نواحٍ عدّة مثل التعليم والتجارة والصناعة.
وفي القسم الأخير من الورشة الحوارية، انقسم الحضور إلى مجموعات عمل، بهدف صياغة الأفكار التي تمت المناقشة حولها وتصحيحها إلى رسائل إعلامية، لتضمينها في المحتوى الإعلامي المُخرج عن ورش عمل المشروع، ضمن حملة مناصرة إلكترونية وميدانية.
ويهدف مشروع “خلّونا نتعرّف” إلى معالجة الأفكار المغلوطة، وتبديد الصّور النمطية حول مجتمعات شمال شرق سوريا، ويستهدف خمساً منها، هي (العرب، والكُرد، والأرمن، والأيزيديين/ات، والسريان)، بهدف تعزيز التماسك المجتمعي كخطوة نحو بناء السلام في شمال شرق سوريا.