Also available in English
Bi Kurdî jî peyda dibe
آريا حاجي
عقدت منظمة نيكتسيب جلسة حوارية مركّزة حول ازدياد التلوث في منطقة الجزيرة بشمال شرق سوريا، وذلك بحضور مسؤولين/ات في الهيئات ذات الصلة، التابعة للإدارة الذاتية، إلى جانب صحفيين/ات وناشطين/ات مدنيين/ات، وعدد من سكّان/ساكنات مدينة قامشلي، في مكتب المنظمة، بتاريخ 10/10/2022.
بدأت الجلسة بعرض تقديمي، قامت الميسّرة بعرضه على الحضور، بهدف الإحاطة بأهم مسببات التلوث في منطقة الحسكة، حيث أظهرت نتائج العرض أنه يبلغ عدد مولدات الكهرباء المسجّلة لدى بلدية الشعب في قامشلو، 437 مولدة في المدينة وريفها، كما أنه في الفترة بين عامي 2019 و2022، تم تسجيل ما يقارب من 120 ألف سيارة لدى مديرية المواصلات في إقليم الجزيرة، بحسب دراسة أجراها مركز الفرات للدراسات، أما فيما يتعلّق بآثار المنشآت النفطية البدائية، فقد دارت شكوك منذ عام 2014 حول تسرّب نفطي من من أنبوب مكسور في إحدى المنشآت النفطية بريف الرميلان، وتسبب بالضرر لما يقارب من (18) ألف متر مكعب من الأراضي المحيطة بها بحسب تقرير صحفي لوكالة فرانس برس.
ثم بدأ النقاش بين المشاركين/ات في الجلسة، حول أسباب ومدة انتشار وازدياد التلوث في المنطقة، حيث ذكر البعض أنه من قبل الحرب السورية، كان مشفى البيروني بمدينة دمشق، يستقبل النسبة الأكبر من مرضى/مريضات السرطان، من منطقة الحسكة بشمال شرق سوريا، وذلك نتيجة التلوث الناتج عن استخراج النفط في المنطقة.
فيما أشار البعض الآخر إلى أن مولدات الكهرباء الموجودة داخل الأحياء السكنية، تلعب دوراً كبيراً في تلويث البيئة، حيث لم يعد بإمكان السكّان/الساكنات تهوية منازلهم/ن بسبب الأدخنة والروائح التي تنبعث من هذه المولدات، إلى جانب دخان السيارات، والتي تصدر روائح كريهة جداً نتيجة الوقود الملوّث.
ومن جانب آخر، فقد ذكر الحضور أن تلوّث مياه الأنهار أيضاً عامل أساسي في الضرر الملحق بسكّان/ساكنات المنطقة، والذي تسبب مؤخرّاً في انتشار مرض الكوليرا، وعلى الرغم من أن نهر الجقجق لا يصلح للاستعمال البشري، إلا أن البعض يستخدمونه في سقاية الخضروات، الأمر الذي أدى إلى انتشار مرض اللاشمانيا، كما أنه تتم معالجة النفايات بطريقة غير صحيحة وغير علمية، الأمر الذي يزيد الضرر ويزيد من انتشار التلوث.
وفي المحور الثاني من الجلسة، ناقش/ت المشاركون/ات تأثير التلوث على الصحة العامة، وأوضح البعض أنه زادت نسبة الكثير من الأمراض التي تسبب بها التلوث في المنطقة، منها أمراض السرطان، والولادات المشوّهة، والاجهاضات المرضيّة، والأمراض التنفسيّة وعلى وجه الخصوص مرض الربو، بسبب الحراقات البدائية التي أثرت أيضاً على الرئتين والقصبات الهوائيّة، خصوصاً بين الأطفال/الطفلات ممن يعيشون/ن بالقرب منها، كما أنه لوحظ على الناس الذين/اللواتي يعيشون/يعشن بالقرب من الحراقات النفطية، تغيّر لون جلدهم/ن إلى الأسود.
أما في مدينة تربسبيه/القحطانية، فبحسب بعض الحضور، أن مياه المدينة يحوي نسبة كبيرة من الرمل منذ أكثر من ستة شهور دون إيجاد حل للمشكلة حتى الآن، كما أن تلوّث المياه تسبب بازدياد نسبة أمراض المرارة، حتى تحوّلت إلى جرثومة في كثير من الحالات، بالإضافة إلى أن تلوّث مياه الحسكة، تسبب بزيادة أمراض التهاب الأمعاء والجفاف، نتيجة الاعتماد على مياه الصهاريج الملوّثة في غالب الأحيان.
وفي المحور الأخير، فقد خرج/ت المشاركون/ات بجملة من التوصيات والمقترحات للحد من انتشار ظاهرة التلوث في المنطقة، وهي: إيجاد حلول لضبط الحدود فيما يتعلّق بإدخال السيارات إلى المنطقة، كما أنه يجب على الهيئات المعنيّة التابعة للإدارة الذاتية، إنشاء مشاتل خاصة وبيع الأشجار والورود بأسعار رمزية، للتشجيع على تكثيف الغطاء النباتي.
وفيما يتعلّق بمشكلة المولدات، اقترح الحضور جلب مولدات كبيرة كاتمة للصوت، ومفلترة، ووضعها في مساحات خالية لإنهاء تأثير المولدات الموجودة داخل الأحياء، والاعتماد على رؤوس الأموال لجلب الحرّاقات الكهربائية.
ذلك إلى جانب القيام بجلسات توعوية للسكّان/الساكنات، فيما يخص التوعية بأهمية النظافة، والحفاظ على المرافق العامة، إلى جانب ضرورة القيام بنشاطات داخل المدارس لاستهداف الأطفال/الطفلات بالتوعية، والتشبيك بين الإدارة الذاتية ومنظمات المجتمع المدني لتنفيذ المشاريع التي من شأنها الحد من ازدياد التلوّث.
وتأتي هذه الجلسة في إطار سلسلة جلسات حوار تعقدها منظمة نيكستيب، ضمن مشروع “بوابة حوار” بالتعاون مع منظمة NVNV الفرنسية، بهدف التعرّف على فرص وتحديات التنمية وبناء السلام في شمال شرق سوريا، والوصول إلى مقترحات يمكن البناء عليها لاستثمار الفرص والحدّ من التحديات في هذا المجال.