قامشلي (30/09/2024)
عقدت منظّمة نيكستيب جلسةً حوارية حول ظاهرة الانتحار في شمال شرقي سوريا، وذلك بحضور 12 شاب/ة، منهم/نّ ناشطين/ات عاملين/ات في منظمات المجتمع المدني، وذلك بتاريخ 25/09/2024 في مكتب المنظمة بمدينة قامشلي.
بدأت الجلسة بعرض فيلم قصير حمل عنوان “ثانية واحدة”، والذي كان مدخلاً لنقاشٍ دار بين المشاركين/ات عن أبرز دوافع الانتحار، حيث أشار البعض إلى أن الانتحار غالباً ما يكون شعوراً مؤقتاً، وتسببه عوامل عدّة قد تكون اجتماعية، أو نفسية من قبيل فقدان العمل أو خلل في العلاقات الاجتماعية والعاطفية، ومشاركون/ات آخرون/أخريات، فقد رأوا/ين أن بعض العادات والتقاليد المجتمعية قد تلعب دوراً في رغبة الشخص بإنهاء حياته/ها، كما هو الحال بالنسبة لظاهرة تزويج القاصرات، أو الزواج بالإكراه، أو الحيار، ومن وجهات نظر أُخرى فإن دوافع الانتحار قد تكون نتيجةً لأمراض أو حالات نفسية، أو حتى عند تعاطي المواد المخدّرة، وإنّ أبرز العلامات التي تظهر على الشخص الذي/التي يود/تود الانتحار هو الاكتئاب، والعزلة، والحديث المستمر عن الموت.
وفي مجموعات عمل مصغّرة، ناقش الحضور أسباب الانتحار والتأثيرات السلبية لهذه الظاهرة على مختلف الأصعدة، وأظهرت نتائج مجموعات العمل أن أكثر أسباب الانتحار انتشاراً هي الحالات النفسية، والأزمات الاقتصادية، وتعرّض الأشخاص للتنمر باستمرار.
وفي المحور الثاني من الجلسة، ناقش الحضور جملةً من التوصيات التي من شأنها الحد من انتشار ظاهرة الانتحار في مختلف مناطق شمال شرقي سوريا، والتي تضمنت العمل على برامج اجتماعية نفسية للوعي بآليات التعامل مع الضغوطات والتحديات التي يواجهها الشخص، وخاصةً في مرحلة المراهقة، إلى جانب ضرورة وجود مسؤولية أخلاقية واجتماعية لدى مديري/ات الحسابات العامة على وسائل التواصل الاجتماعية أثناء تداول أخبار الانتحار، بالإضافة إلى الحد من انتشار السلاح، ومكافحة المخدرات، وتفعيل دور الاختصاصيين/ات النفسيين/ات في المدارس، وزيادة عدد المراكز والمنظمات المعنية بالصحة النفسية وتوسيع نطاق خدماتها جغرافياً، مع ضرورة عمل الجهات المسؤولة على تحسين الواقع الخدمي والاقتصادي، ووضع عقوبات صارمة للتنمر والتحرّش.
وتأتي هذه الجلسة في إطار الشهر الخاص بالتوعية لمنع ظاهرة الانتحار، حيث يصادف 10 أيلول/سبتمبر اليوم العالمي لمنع الانتحار تحت شعار “إحياء الأمل عن طريق العمل” ويتمثّل الغرض من هذا اليوم في رفع الوعي بأنّ منع الانتحار ممكن، وهو دعوة قوية للتحرّك، وتذكير بأنّ هناك بديلاً للانتحار، وبأننا قادرون/ات من خلال اتخاذ خطوة، على بثّ الأمل وتعزيز المنع، كأن نرسل إلى الأشخاص الذين يعانون/ين من الأفكار الانتحارية إشارةً تفيد بأنّ الأمل موجود، وأنّنا نهتم بتقديم الدعم إليهم/نّ، بل ونرغب في ذلك. كما أنّ هذا الشعار يبيّن أنّ أيّ فعل نقوم به، مهما كان كبيراً أو صغيراً، قد يبثّ الأمل من جديد لدى أولئك الذين/اللاتي يكابدون/يكابدن هذه الأفكار.
منظمة نيكستيب
شارع المهدي بن بركة (شارع ملعب شهداء 12 آذار)، القامشلي، الحسكة، سوريا.
00963980384149