Also available in English
Bi Kurdî jî peyda dibe
زوزان حسن
ضمن جهودها في الوصول إلى سبل تنفيذ مشاريع الحصاد المائي في مناطق شمال شرق سوريا، عقدت منظّمة نيكستيب جلسة حوارية بحضور عشرة أشخاص من خبراء/خبيرات في الجوانب ذات الصلة بالحصاد المائي، في مكتب المنظمة بمدينة قامشلي، بتاريخ 18/02/2023.
وبدأت الجلسة بمناقشة الواقع المائي في مناطق شمال شرق سوريا، حيث تناول الحضور الأسباب السياسية التي أدّت إلى انخفاض كمية المياه في المنطقة عموماً، بدءاً من منع حفر الآبار في المناطق ضمن مسافة 15 كم على الشريط الحدودي مع تركيا، وصولاً إلى بناء عدّة سدود في تركيا، ما أدّى إلى انخفاض الوارد المائي لنهر الفرات إلى سوريا، بالإضافة إلى تحكّم الفصائل الموالية لتركيا، بمصادر المياه في مدينة سري كانيه/ رأس العين.
وأشار الحضور إلى ضرورة إنقاذ المياه السطحية، التي باتت في حالة ضعف وانعدام شبه تام، ومن شأن مشاريع الحصاد المائي، أن ترفع من مستوى المياه السطحية، لكن شريطة استخدام أساليب تقنية حديثة.
وفي المحور الثاني من الجلسة، تم عرض مقطع فيديو، يُظهر تجربة راجستان في تنفيذ مشاريع الحصاد المائي، وانتقل/ت المشاركون/ات إلى مناقشة التحدّيات التي من شأنها أن تعيق تنفيذ هكذا مشاريع في منطقة شمال شرق سوريا، وسبل التغلّب على هذه التحديات.
وتلخّصت الآراء في ضرورة نشر الوعي المجتمعي فيما يخص ترشيد استهلاك المياه، إلى جانب الحاجة لإعداد دراسات خاصّة بجغرافيّة المنطقة، بهدف تحديد الأماكن الأكثر ملاءمة لتنفيذ مشاريع الحصاد المائي، بالإضافة إلى ضرورة الحد من حفر الآبار السطحية، التي تتسبب بانخفاض مستوى المياه الجوفية.
أمّا في المحور الأخير من الجلسة، فقد ناقش الحضور التقنيات الحديثة التي من شأنها أن تسهم في تنفيذ مشاريع الحصاد المائي في المنطقة بأفضل كفاءة، وآليات تطبيقها والجهات التي من الممكن أن تسهم في ذلك.
وبرزت عدّة آراء، أهمها أن احتياجات مناطق شمال شرق سوريا للمياه، تختلف عن بعضها، كما هو الحال بالنسبة لطبيعة هذه المناطق، فعلى سبيل المثال، المناطق التي تحتوي على وادٍ أو مسيل مائي، فإنها بحاجة إلى بناء سدود ترابية بسيطة، ومتوسطة في مناطق أخرى، أما المناطق التي تحتاج إلى ري المزروعات، فهي بحاجة إلى مضخات لضخ المياه، واتّباع أساليب ري حديثة، كالرذاذ والتنقيط.
كما أنه من الممكن استهداف بعض المناطق مثل قرية هرم شيخو بريف مدينة قامشلي، بمشاريع لتشكيل بحيرات صغيرة، ما يعود بالفائدة على الأراضي الزراعية القريبة منها.
وخرج الحضور بجملة من المقترحات والتوصيات الأخرى، التي من شأنها إحياء ثقافة الحصاد المائي، وتحسين الواقع المائي في المنطقة، منها فصل مياه الأمطار عن شبكات الصرف الصحي، لتحقيق أقصى استفادة من مياه الأمطار، إلى جانب حفر الآبار في المناطق السهلية، ووضع خزانات كبيرة، وتغطية الحفر الجوفية لتقليل تبخّر المياه، بالإضافة إلى استثمار المسطّحات المائية لزراعة المساحات الخضراء، ما يعزّز التشجيع على السياحة من جهة، و تغيير المناخ من جهة أخرى.
والجدير بالذكر أنّ منظمة نيكستيب تعمل ضمن إطار «مجموعة المياه لأجل روج آفا» (Water for Rojava) وهي مجموعة من المنظمات والأفراد، المحلّيين والدوليين، التي تشكّلت لمتابعة أحد مخرجات المنتدى الدولي للمياه في شمال شرق سوريا، المتمثلة بدراسة إمكانية تنفيذ مشاريع الحصاد المائي بهدف الحدّ من التأثيرات السلبية لأزمة المياه التي تعيشها المنطقة منذ سنوات، وتأتي هذه الجلسة استكمالاً لجهود المجموعة.